أحلام مستغانمي : ليس مُهمَّاً أن تعرف
صفحة 1 من اصل 1
أحلام مستغانمي : ليس مُهمَّاً أن تعرف
أحلام مستغانمي
قِيل: تزوَّج مُغنٍّ بنائِحَة، فسمعها تقول "اللَّـهمَّ أوسِع لنا في الرزق"· فقال لها: "يا هذه، إنَّما الدنيا فرح وحزن، وقد أخذنا بطرفي ذلك· فإن كان فرح دعوني·· وإن كان حزن دعوك"·
مَن يُقيم في بيروت هذه الأيام، أوسَع اللَّه في رزقه، بكاءً أو غناءً· فضائيَّة تستبق ساعة الحشر وتعدك بكلِّ هول، ولا توفّر عليك مَنَاحَة· وأُخرى، لا صوت عندها يعلو فوق صوت الغناء، مهما كبر المصاب وزاد البَلاء·
إنه بلد تتعايش فيه الأضداد· أين في غير لبنان في إمكانك في يوم واحد، أن تشارك في مأتم شعبيّ مهول لأوّل شهيد للمعارضة، بينما بمحاذاتك تنطلق أفواج العدَّائِين و22 ألف مشارك في ماراثون بيروت السنوي، تحت شعار "كرمالَك يا لبنان"؟ وفي المساء ستخفي بيروت شعاراتها وأعلام أحزابها، وتخلَع ثياب الرياضة وتذهب في كلِّ أناقتها، مع ستة آلاف شخص، للاستماع لفيروز، وهي تُغني في "البيال"·· في الكيلومتر المقابل لخيام الاعتصام·
بيروت ليست فقط "ستّ الدنيا"، بل المدينة التي أخذت بطرفي الدنيا·· حزناً·· وبَهْجَـة!
***
ما عاد الموت في لبنان رصَاصَاً وسيَّارة مُتفجِّرة· إنه طلقات خطابيّة تنفجر فيك حال فتحك جهاز التلفزيون· قبضة الموت تُمسك بالمشاهدين، ثمَّة موت بكاتم صوت، وآخر بملء الصوت، أثناء تحاور الفرقاء بالذخيرة الحيَّة للشتائم، شيء منك يموت بالرصاص الطائش للكلمات· إنه الحلم، حلمك بمعجزة عربيّة كان اسمها: لبنـــان·
***
لا جدوَى من انتظار تنبوءات ميشيل حايك وماغي فَرَح· الخطباء يقرأون لنا الفنجان - المقلوب أصلاً - أكثر من مرَّة في اليوم· على كل القَنَوات، مُنجِّمـو السياسة يُقدِّمون لنا طالِع السنة المقبلة·
أيَّــاً كان بُرجنا ويوم مولدنا وساعة مجيئنا إلى العالم، أيّاً كان مذهبنا وفصيلة دمنا وعنوان إقامتنا، ثَمَّة إجمَاع على أنّ ساعة لبنــان قد جاءت· "أكبَر القَـتَـلَـة قَاتِـل الأمَل"· وثَـمَّـة مَن عَـزم أن يُضيف الأمل إلى قائمة شُهداء لبنـــان·
لمــاذا؟
وبــأي حــق؟
وكيف تسنَّى لهم ذلك؟
ولمصلحَة مَن يُغتَال لبنان؟
لا تسأل: للجَوَاب زِنَـاد ورصَاصَات احتياطيَّـة·
في كتابه "أسبوع رديء آخر" للكاتب السعودي حمد العيسى، أثناء زيارته لـ"الهايد بارك" في لندن، يرى الراوي وهو يسير دَهِشَــاً بين حشود الخُطباء والمحتجِّين مُختَلِفي الجنسيات، شخط يرفع لوحة كُتب عليها "سوف تزداد الأُمور سوءاً"·
فيسأله: "ما هي هذه الأُمور؟"·
فيردُّ عليه الرجل: "ليس مُهمَّاً أن تعرف"!
قِيل: تزوَّج مُغنٍّ بنائِحَة، فسمعها تقول "اللَّـهمَّ أوسِع لنا في الرزق"· فقال لها: "يا هذه، إنَّما الدنيا فرح وحزن، وقد أخذنا بطرفي ذلك· فإن كان فرح دعوني·· وإن كان حزن دعوك"·
مَن يُقيم في بيروت هذه الأيام، أوسَع اللَّه في رزقه، بكاءً أو غناءً· فضائيَّة تستبق ساعة الحشر وتعدك بكلِّ هول، ولا توفّر عليك مَنَاحَة· وأُخرى، لا صوت عندها يعلو فوق صوت الغناء، مهما كبر المصاب وزاد البَلاء·
إنه بلد تتعايش فيه الأضداد· أين في غير لبنان في إمكانك في يوم واحد، أن تشارك في مأتم شعبيّ مهول لأوّل شهيد للمعارضة، بينما بمحاذاتك تنطلق أفواج العدَّائِين و22 ألف مشارك في ماراثون بيروت السنوي، تحت شعار "كرمالَك يا لبنان"؟ وفي المساء ستخفي بيروت شعاراتها وأعلام أحزابها، وتخلَع ثياب الرياضة وتذهب في كلِّ أناقتها، مع ستة آلاف شخص، للاستماع لفيروز، وهي تُغني في "البيال"·· في الكيلومتر المقابل لخيام الاعتصام·
بيروت ليست فقط "ستّ الدنيا"، بل المدينة التي أخذت بطرفي الدنيا·· حزناً·· وبَهْجَـة!
***
ما عاد الموت في لبنان رصَاصَاً وسيَّارة مُتفجِّرة· إنه طلقات خطابيّة تنفجر فيك حال فتحك جهاز التلفزيون· قبضة الموت تُمسك بالمشاهدين، ثمَّة موت بكاتم صوت، وآخر بملء الصوت، أثناء تحاور الفرقاء بالذخيرة الحيَّة للشتائم، شيء منك يموت بالرصاص الطائش للكلمات· إنه الحلم، حلمك بمعجزة عربيّة كان اسمها: لبنـــان·
***
لا جدوَى من انتظار تنبوءات ميشيل حايك وماغي فَرَح· الخطباء يقرأون لنا الفنجان - المقلوب أصلاً - أكثر من مرَّة في اليوم· على كل القَنَوات، مُنجِّمـو السياسة يُقدِّمون لنا طالِع السنة المقبلة·
أيَّــاً كان بُرجنا ويوم مولدنا وساعة مجيئنا إلى العالم، أيّاً كان مذهبنا وفصيلة دمنا وعنوان إقامتنا، ثَمَّة إجمَاع على أنّ ساعة لبنــان قد جاءت· "أكبَر القَـتَـلَـة قَاتِـل الأمَل"· وثَـمَّـة مَن عَـزم أن يُضيف الأمل إلى قائمة شُهداء لبنـــان·
لمــاذا؟
وبــأي حــق؟
وكيف تسنَّى لهم ذلك؟
ولمصلحَة مَن يُغتَال لبنان؟
لا تسأل: للجَوَاب زِنَـاد ورصَاصَات احتياطيَّـة·
في كتابه "أسبوع رديء آخر" للكاتب السعودي حمد العيسى، أثناء زيارته لـ"الهايد بارك" في لندن، يرى الراوي وهو يسير دَهِشَــاً بين حشود الخُطباء والمحتجِّين مُختَلِفي الجنسيات، شخط يرفع لوحة كُتب عليها "سوف تزداد الأُمور سوءاً"·
فيسأله: "ما هي هذه الأُمور؟"·
فيردُّ عليه الرجل: "ليس مُهمَّاً أن تعرف"!
eng-rama- المدير العام
-
عدد الرسائل : 10
العمر : 35
الوظيفة : لاشيء
العمل/الترفيه : طالبة
الدولة : سوريا
تاريخ التسجيل : 23/10/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 3 نوفمبر - 15:51 من طرف د.عبد الله
» أهلا بالأخ ابراهيم
الأربعاء 27 أكتوبر - 15:14 من طرف Gilgamesh
» شوفو شو بيعملو بالليمون والبرتقال !!!
الأحد 5 أكتوبر - 19:47 من طرف sham
» بتمنى...............................
الأحد 5 أكتوبر - 19:36 من طرف sham
» مقهى الأحزان
الخميس 28 أغسطس - 13:25 من طرف ameen
» مقهى الأحزان
الخميس 28 أغسطس - 13:21 من طرف ameen
» رسائل انكليزية
السبت 19 يوليو - 11:50 من طرف sham
» << مسجــــــــــــات في منتهى الروعة >>
السبت 19 يوليو - 11:30 من طرف sham
» الى كاااافة الأعضاء
الأحد 13 أبريل - 18:41 من طرف sham